تطورت صفوف العلوم والتكنولوجيا فى الصين بثبات. وحتى اواخر عام1998، بلغ عدد المتخصصين فى المجالات العلمية والتكنولوحية فى المؤسسات والدوائر المملوكة للدولة29.18 مليون نسمة بزيادة2 فى المائة عن اواخر العام السابق. وفى البلاد كلها19918 هيئة بحوث مستقلة للدولة على مستوى المحافظة وما فوق وهيئة بحوث علمية تابعة للمعاهد والجامعات وللمؤسسات الصناعية الكبيرة والمتوسطة الحجم. ووصل عدد العاملين فيها الى2.86 مليون نسمة، منهم1.67 مليون من الاختصاصيين والمهندسين.

ازدادت نفقات العلوم والتكنولوجيا. ففى عام1998، كان مجمل المصروفات التى انفقتها نشاطات البحوث العلمية والتكنولوجية فى البلاد كلها117.7 مليار يوان بزيادة10.7 فى المائة عن العام السابق، منها بلغت المصروفات المستخدمة فى البحوث والتنمية52.6 مليار يوان بزيادة9.2 فى المائة عن العام السابق.

لقد تعززت اعمال البحوث القاعدية واحرزت اعمال الابداعات الفنية الوطنية تقدما جديدا. فقد بلغت استثمارات الدولة فى البحوث القاعدية فى عام1998 كله3.7 مليار يوان بزيادة26 فى المائة عن العام السابق. وتم تنظيم دفعة من المشاريع الابداعية الفنية والمنتجات الجديدة للانتاج بصورة تجريبية، وتم بحث وصناعة وتقييم وقبول15 جهازا فنيا هاما. كما تعزز التعاون بين المؤسسات والمعاهد والجامعات وهيئات البحوث بصورة متزايدة.

منذ عام1979، حققت الصين345 الف منجز تقنى وعلمى هام، وازداد عدد هذه المنجزات19.3 ضعف ما كان فى ال30 سنة السابقة على تطبيق الاصلاح والانفتاح، وفاز8580 منجزا بجائزة الدولة للتقنية والعلوم المتقدمة، وحققت هذه المنجزات التقنية والعلمية اكثر من300 مليار يوان من الفائدة الاقتصادية.

احرزت البحوث العلمية والاكتشافات التكنولوجية نتائج جديدة. ففى عام1998، حققت الصين28 الفا من المنجزات العلمية والتكنولوجية الهامة على مستوى المقاطعة والوزارة وما فوق، منها2500 منجز للنظريات القاعدية و24 الف منجز للتكنولوجيا التطبيقية، و1500 منجز للعلوم المرنة. ووصل عدد المنجزات العلمية والتكنولوجية التى بلغت المستوى المتقدم العالمى الى4700 منجز، و543 منجزا قد فازت بجوائز الدولة. ونجحت الصين فى عام1998 فى اطلاق اقمار اصطناعية ست مرات. ومنحت فى العام كله121989 براءة اختراع صينية واجنبية، وصادقت على67889 منها، بزيادة6.8 فى المائة و33.1 فى المائة كل على حدة عن العام السابق. ونبضت اسواق التقنيات بقوة حيوية. وفى العالم كله تم توقيع280 الفا من العقود التقنية فى البلاد كلها، وبلغت قيمتها التعاقدية43 مليار يوان بزيادة22.8 فى المائة عن العام السابق.

تعززت خدمات فحص الجودة والتوحيد المعيارى واعمال القياس والتنبؤ الجوى بصورة متزايدة. فى عام1998، انشئت فى البلاد كلها4500 هيئة فحص لجودة المنتجات، منها228 مركز فحص وطنيا. وتم فحص منتجات وسلع تحت رقابة الدولة بصورة انتقائية مجموعها7804 انواع منقسمة الى200 صنف تابعة ل6265 مؤسسة. وفى الصين3875 هيئة فنية خاصة بالمقاييس المشروعة قامت بفحص اجبارى ل22.12 مليون اداة قياس فى العالم كله. وانشئت فى المدن والارياف فى البلاد كلها1213 محطة ونقطة من شبكات تقديم خدمات التنبؤ الجوى، و235 محطة ونقطة لاستقبال خرائط السحب التى ترسلها الاقمار الصناعية. واقيمت فى الصين كلها1267 محطة لقياس الزلازل، و28 محطة وشبكة لقياسها من بعد. وانشئت فى البلاد كلها1403 محطات ونقط لرقابة البحار جمعت20.82 مليون مجموعة من المعطيات البحرية. ونشرت هيئات المساحة بصورة رسمية1070 نوعا من الخرائط.

منذ تطبيق الاصلاح والانفتاح فىالفترة ما بين عامى1978 و1998 حققت الصين منجزات كبيرة فى مجال التقنية العالية ، فنجحت الصين فى اطلاق51 قمرا صناعيا بصواريخها من طراز المسيرة الكبرى واستطاعت استعادة الاقمار الصناعية الى الكرة الارضية بنجاح منذ عام1979، وقد اصبحت الدولة الثالثة بعد الولايات المتحدة وروسيا فى استيعاب تقنية استعادة الاقمار الصناعية. وفى عام1981 نجحت الصين فى اطلاق ثلاثة اقمار صناعية بصاروخ حامل واحد، وصارت بذلك الدولة الرابعة بعد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا فى استيعاب تقنية اطلاق "الاقمار الصناعية المتعددة بصاروخ واحد". وبالاضافة الى ذلك، انجزت الصين كثيرا من المشروعات التقنية العالية بنجاح خلال ال20 سنة الماضية مثل اطلاق الصواريخ الموجهة تحت الماء والصواريخ الناقلة العابرة القارات والصواريخ الناقلة الكبيرة القوة "المسيرة الكبرى رقم3" وصنع تركيب جهاز التصادم بين الالكترونات الموجبة والالكترونات السالبة وانشاء وتشغيل المفاعل النووى المنخفض الحرارة بقدرة5 ميغواط وانشاء محطة داياوان الكهرنووية وابداع تقنية التشغيل النووى والمعالجة النووية التى وصلت الى الصفوف العالمية المتقدمة وتحقيق اتصال الكمبيوتر للدولة وشبكته بالشبكة المحلية والدولية وانتاج كمبيوتر "نهر المجرة" العملاق وتربية سلالات ارز رفيع هجينة وسلالات ذرة هجينة تتحلى بالمردود العالى وصفة المقاومة المتعددة وتربية لقاح مورثات التهاب الكبد. ان هذه المنتجات ترمز الى ان مستوى الصين فى مجالات الطاقة النووية وتقنية الفضاء وتقنية فيزياء الطاقة العالية وعلم الاحياء وعلم الكمبيوتر وتقنية الاتصالات، قد وصل الى المستوى المتقدم العالمى او اقترب منه. وذلك بالاضافة الى بعض المنجزات الرئيسية الاخرى التى تم تحقيقها قبل تطبيق الاصلاح والانفتاح ومن بينها بناء اول مفاعل ذرى فى عام1958 والتجارب الناجحة للقنبلة الذرية والقنبلة الهيدروجينية فى عام 1964 وعام1967 كل على حدة، وتركيب الانسولين البقرى الاصطناعى فى عام1965.

وفى10 مايو1999، اطلقت الصين فى مركز اطلاق الاقمار الصناعية بمدينة تاييوان، "السحب والرياح رقم1"-- القمر الصناعى الخاص بالارصاد الجوية و"التطبيق رقم5"-- القمر الصناعى الخاص بالتجارب العلمية بالصاروخ الناقل "المسيرة الكبرى ب4" الى المدار المتزامن مع مدار الشمس على ارتفاع870 كيلومترا.

وجدير بالذكر ان الصين نجحت يوم20 نوفمبر عام1999 فى اطلاق اول سفينة فضاء "شنتشو" من مركز جيوتشيوان الصينى لاطلاق الاقمار الصناعية كما نجحت السفينة فى العودة من السماء وهبطت بسلامة فى وسط منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بشمال الصين فى اليوم التالى ومعها احمال من المعلومات العلمية التجريبية الهامة بعد رحلة فى الفضاء استغرقت20 ساعة وهى الاولى من نوعها فى الصين وتعد معلما تاريخيا آخر للقضية الفضائية الصينية.

لقد اسست صناعة الفضاء الصينية نظاما متكاملا للبحوث العلمية والتصميم والانتاج التجريبى والاختبار والانتاج الرسمى. وهى تقدر على بحث وانتاج الصواريخ الناقلة المختلفة، كما تقدر على بحث وانتاج واطلاق الاقمار الصناعية المتنوعة. وقد شكلت نظاما للقياس والسيطرة على الاجهزة الطائرة فى عملية طيران الفضاء، واستوعبت الصين الان تقنيات بحث وانتاج واطلاق اقمار صناعية من مختلف الانواع، مثل تقنيات استعادة الاقمار الصناعية واطلاق عدة اقمار بصواريخ ناقلة ذات القوة الدافعة الكبيرة، وقد صارت الصين متقدمة فى هذه التقنيات فى العالم. كما تشكلت ثلاثة انظمة حول الاقمار الصناعية منها: نظام الاقمار المستعادة للاستشعار من بعد من المدار القريب للأرض، ونظام اقمار الاتصالات فى المدار المتزامن مع الكرة الارضية، ونظام اقمار الارصاد الجوية فى المدار المتزامن مع الشمس. ولديها الظروف والقدرة على تحمل مهمات اطلاق الأقمار الصناعية الاجنبية وقياسها والتحكم فيها.

ونفذت الصين خطط تنمية العلوم والتكنوبوجيا الرئيسية التالية منذ عام1986:

خطة بحوث وتنمية التكنولوجيا العالية للدولة -- بدأت الصين منذ مارس1986 تنفذ اول خطة متوسطة وطويلة المدى بحوث وتنمية التكنولوجيا العالية على اساس الاندماج بين الاهداف المدنية والعسكرية، وتعرف هذه الخطة ايضا باسم"863". وهدفها الرئيسى هو تخطيط وتنظيم حملات واسعة النطاق لتطوير التقنية الاحيائية وتقنية الفضاء وتقنية المعلومات وتقنية الليزر وتقنية الاوتوماتية وتقنية الطاقة وتقنية المواد الجديدة والتقنية العالية للاستثمار البحرى، وتضم هذه التقنيات الثمانى17 موضوعا رئيسيا. وبفضل تنفيذ هذه الخطة تشكلت تدريجيا استراتيجية تنموية لأبحاث التكنولوجيات العالية التى تناسب ظروف الصين الواقعية، واكمال المنظومة العامة لنظام ابحاث التكنولوجيا العالية واستثمارها.

"خطة الشرارة": بدأ تنفيذ هذه الخطة منذ عام1986، ومهمتها الرئيسية هى انعاش الاقتصاد الريفى بالاعتماد على العلوم والتكنولوجيا، وتعميم نتائج علمية وتكنولوجية متقدمة ومناسبة لظروف الريف وارشاد المؤسسات الريفية الى طريق التطور السليم.

"خطة المشعل": اعلنت الصين فى عام1988 تطبيق هذه الخطة التى ترمى الى تعميم التكنولوجيا العالية والجديدة فى البلاد كلها. ومنذ ذلك الوقت تم انشاء100 مركز تقدم خدمات اشتثمارية داخل53 منطقة على المستوى الوطنى لاستثمار التكنولوجيا العالية والجديدة. وحتى نهاية عام1997 انجزت الصين3533 مشروعا ضمن "خطة المشعل" وبلغ اجمالى قيمة انتاجها على المستويين المركزى والمحلى409.1 مليار يوان.

"خطة التسلق": خطة مشاريع الدولة الحاسمة الهامة للبحوث الاساسية، وقد بدأ تنفيذ هذه الخطة رسميا منذ عام1992. وتهدف الى تعزيز مساعدة الدولة للأبحاث العلمية الاساسية، ودفع تطورها بشكل مستقر ومتواصل. وقد حققت الخطة بعض المنجزات البارزة خلال السنوات الماضية، منها موضوع "الطريق والنظرية العلمية بخصوص الحساب الواسع النطاق للعلوم والهندسة" الذى حظى بتقدير عال من قبل العلماء المشاهير فى العالم فى مجال بحوث سينبلكتيك الهندسية، والذى يتميز بحداثة الفكرة الابداعية ودقة النظام واتساع المعارف وتكامل النظرية وكثرة النتائج، لذلك فقد حرك هذا الموضوع سلسلة من الابحاث العلمية المتعلقة به فى العالم، كما استخدم بنجاح فى دراسات علم الميكانيكا السماوية وعلم الديناميكا الجزيئية وعلم الفيزياء الجوية، وأدى ذلك الى فوزه بجائزة الدرجة الاولى للعلوم الطبيعية على المستوى الوطنى عام1997. وموضوع "البرهان بالماكينات وتطبيقه" قد حقق البرهان بالماكينات على صحة النظرية الهندسية القائمة على القيمة الثابتة للهندسة، فتصفه الاوساط الاكاديمية المعنية بأنه انجاز حاسم ذو مغزى تاريخى عظيم فى مجال الاستنتاج الاوتوماتيكى.

واهتمت الصين باقامة مناطق الاستثمار لصناعات التكنولوجيا العالية والجديدة خلال السنوات الاخيرة. ففى عام1997 تم تحديد اربع مناطق استثمارية للتكنولوجيا العالية والجديدة فى بكين وسوتشو وخفى وشيان كمناطق مفتوحة خاصة لاعضاء منظمة التعاون الاقتصادى لاسيا والباسيفيك /اوبيك/ ثم انعقد بنجاح فى سبتمبر من نفس العام المؤتمر الاول لمناطق التكنولوجيا العالية والجديدة المفتوحة لمنظمة اوبيك على شبكة الانترنت.

لقد اقامت الصين علاقات التعاون الوثيقة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا مع اكثر من150 دولة ومنطقة فىالعالم وابرمت اتفاقيات حكومية او شعبية للتعاون العلمى والتكنولوجى الاقتصادى مع قرابة مائة دولة او منطقة. واشتركت اكاديمية العلوم الصينية والاجهزة التابعة لها فى اعمال244 منظمة دولية للعلوم والتكنولوجيا.

ان ادخال التكنولوجيا يعتبر جزءا هاما من سياسة الانفتاح الصينى على الخارج لانه يتمكن من دفع تنمية العلوم والتكنولوجيا الصينية وتضييق الفوارق بين تكنولوجيا الصين والدول المتطورة وتعجيل الاصلاحات الفنية للمؤسسات مما رفع فعاليتها الاقتصادية والاجتماعية.

ومع دخول القرن الجديد يتجه ادخال التكنولوجيا فى الصين بصورة رئيسية الى التكنولوجيا العالية والجديدة ففى عام1998 احتلت مشروعات التكنولوجيا العالية والجديدة المدخلة من الخارج25 فىالمائة من اجمالى التكنولوجيا المدخلة وواردات الاجهزة والمعدات وازدادت ب150 فى المائة بالمقارنة مع العام السابق.