القاهرة 6 يوليو / شينخوانت / اكد عاطف عبيد رئيس الوزراء المصرى هنا اليوم الثلاثاء على ضرورة الاستفادة الكاملة من التجربة الصينية فى التنمية الاقتصادية.

جاء ذلك فى كلمة القاها عبيد فى افتتاح منتدى الاستثمار الصينى المصرى الذى نظمته الهيئة العامة المصرية للاستثمار والمناطق الحرة بالتعاون مع جمعية رجال الاعمال المصريين.

واكد عبيد على ضرورة العمل بشكل جاد وسريع من اجل استكمال باقى المقومات اللازمة لجذب الاستثمارات الاجنبية للعمل فى مصر مشددا على ضرورة الاستفادة الكاملة من التجربة الصينية فى جذب رووس الاموال والخبرات الاجنبية والتكنولوجيا المتقدمة وكسر حاجز الخوف والتشكيك وتفهم متطلبات المستثمرين الاجانب مع تحقيق المنفعة المشتركة لمختلف الاطراف.

وقال عبيد ان هناك فرصا هائلة فى مصر لاستقطاب الاستثمارات الصينية خاصة فى مجالات الخدمات وادارة الموانىء والمرافق وتجارة الترانزيت وصناعة البتروكيماويات وتطوير اساليب التشييد والبناء والتخزين والادوية والصناعات النسجية.

واضاف ان هناك فرصا متاحة امام رجال الاعمال الصينيين للاستفادة من برنامج التحديث والخصخصة واستغلال الطاقات الانتاجية فى المصانع المصرية والتى لا يتم استغلالها بكامل طاقتها.

واشار الى انه سيتم خلال زيارة الوفد الصينى التعرف على المشكلات التى يواجهها المستثمرون الصينيون للعمل على ازالتها كما ستقدم مصر للجانب الصينى مناطق واعدة للاستثمار بعضها جاهز والبعض الاخر يتم حاليا اعداده وتطويره وستقدم ايضا للجانب الصينى الجدول الزمنى اللازم لاتمامها.

واشار الى ان هناك مطالب مصرية محددة سيتم عرضها على الجانب الصينى فى المؤتمر على رأسها توسيع التعاون فى المنطقة الاقتصادية الخاصة فى شمال غرب خليج السويس مع توسيع هذا النمط من المناطق بالتعاون مع الجانب الصينى مع الاستفادة بالخبرة الصينية فى مجال ادارة هذه المناطق واستكمال مقومات البينة الاساسية بها بأكبر قدر من الكفاءة.

وقال عبيد ان الصين قد نجحت فى الوصول بحجم الاستثمار الاجنبى الى اكثر من 53 مليار دولار مشيرا الى انها اعتمدت على 3 محاور رئيسية اولها الترحيب بلا حدود بكل ما هو غير صينى قادم من اجل نقل الاستثمارات والخبرة والتكنولوجيا الى المجتمع الصينى، بينما تمثل المحور الثانى فى تحقيق تواجد حقيقى فى اكبر عدد من اسواق الدول المتقدمة والنامية على حد سواء فى حين تمثل المحور الثالث فى حرص الدولة والمجتمع على تقوية ادوات الاتصال مع العالم الخارجى.

ومن جانبه اكد على الصعيدى وزير الصناعة والتنمية التكنولوجية المصرى على ان هناك العديد من المزايا الجاذبة للإستثمارات فى مصر من بينها توازن الاقتصاد المصرى والاستقرار والعلاقات التجارية الخاصة مع التجمعات الاقليمية والدولية فضلا عن توافر مصادر الطاقة وبنية اساسية متقدمة وتنوع الثروات الطبيعية وتوفر الثروات البشرية.

وقال ان القرارات الحكومية التى اتخذت مشجعة للإستثمار والتسهيلات التى وضعت متنوعة مما يشكل مناخا استثماريا متميزا دافعا الى تعاون اكبر وشراكة مفيدة لجميع الاطراف فى البلدين.

وقال ان هناك فرصا للتعاون الصناعى فى مجالات الادوية والرخام والمعدات الطبية وصناعات السليكون والعدسات والكريستال والصناعات التجميعية بأنواعها.

واضاف ان هناك طاقات كثيرة غير مستغلة فى مصر وتمثل فرصا جديدة امام الاستثمارات الصينية للإستفادة منها واستغلالها وتتضمن الحديد والرصاص ورمل الزجاج وما يزيد على 220 نوعا من الرخام والجرانيت يمكن اعتبارها أساسا لصناعات ذات قيمة مضافة.

واعرب عن امله فى ان تكون منطقة خليج شمال غرب السويس نموذجا للتعاون الكامل فى المنطقة معربا عن استعداد الوزارة لمساعدة اى مستثمر وامداده بالبيانات والمعلومات اللازمة عن اى نشاط صناعى فى مصر.

واشارت فايزة ابو النجا وزيرة الدولة المصرية للشئون الخارجية الى العلاقات العميقة بين مصر والصين والممتدة منذ خمسين عاما مؤكدة أن تبادل الزيارات بين القيادتين المصرية والصينية حقق طفرة كبرى فى تنمية العلاقات.

واكدت على الاهتمام الذى توليه مصر لخصوصية العلاقات وافاق التعاون التجارى والاقتصادى والاستثمارى الرحب بين البلدين مشيرة الى الزيارة الناجحة التى قام بها مؤخرا الى مصر نائب وزير التجارة الصينى التى استهدفت الارتقاء بالعلاقات بما يتناسب مع امكانيات كل من البلدين.

واكدت على ان المصريين ينظرون بكل الاعجاب والتقدير للتفوق الذى حققته الصين فى المجال الاقتصادى حيث نجحت فى جذب 53 مليار دولار من الاستثمارات وتواصل البحث عن اسواق جديدة غير تقليدية.

وقالت ابو النجا ان مصر وموقعها الجغرافى تمثل مدخلا هاما للمنتجات الصينية الباحثة عن الاسواق العربية والافريقية والدولية خاصة مع دخول مصر لاتفاق الشراكة مع اوروبا فى يونيو الماضى.

واضافت ان هذا يسمح للسلع المصرية للدخول للاسواق الاوروبية التى يصل تعدادها بعد انضمام عشر دول جديدة الى 455 مليون مستهلك ويصل ناتجها المحلى الى تريليون يورو فضلا عن وجودها فى السوق العربية والكوميسا التى تضم 388 مليون مستهلك مما يمنح مزايا كثيرة للمستثمر الصينى.

واضافت انه من الواضح ان التوجه شرقا اصبح سياسة مصر المستقبلية مشيرة الى قيام الصين ببناء مركز خدمة المستثمرين بمنطقة شمال غرب خليج السويس بمنحة قدرها 10 ملايين دولار.

كما اشارات الى امتداد هذا التعاون الى آفاق التعاون الثلاثى الصينى المصرى الافريقى مما يتيح لجميع الاطراف تحقيق مصالحها المشتركة.

من جانبه اعرب رئيس الوفد الصينى قوه جيه عن قناعته بأن هذا اللقاء سيسهم فى زيادة تعميق الفهم المتبادل بين البلدين مما يدفع التعاون الاقتصادى والتجارى الى تطور مطرد.

وقال رئيس الوفد الصينى انه فى الثامن من سبتمبر القادم ستعقد الدورة الثامنة لندوة الاستثمار والتجارة الصينية فى مدينة شيامن الساحلية فى جنوب شرقى الصين معربا عن ترحيبه بمشاركة رجال الاعمال المصريين فى هذه الندوة للتشاور والاستطلاع.

وقال قوه ان حجم التجارة البينية بين البلدين بلغ عام 2003 حوالى 1.09 مليار دولار بزيادة وصلت نسبتها 15.4 فى المائة مقارنة بنفس الفترة العام السابق.

واكد على عزم الصين مواصلة تعزيز التعاون مع مصر وزيادة دعم الشركات الصينية للاستثمار فى المنطقة مشيرا الى ان هذه الزيارة تأتى تنفيذا لتوجهات قيادة الصين لزيادة التطلع والتعرف على مناخ الاستثمار فى مصر.

وقال انه منذ الانفتاح والاصلاح فى الصين حقق الاقتصاد الصينى انجازات مرموقة حيث بلغ معدل النمو السنوى 9 فى المائة وتجاوز الاستثمار الاجنبى 50 مليار دولار عام 2002 واصبح الاستثمار الاجنبى قوة هائلة تدفع عجلة تنمية اقتصاد الصين.

واضاف انه وفقا لاحصاءات وزارة التجارة الصينية حتى نهاية عام 2003 بلغ عدد الشركات الصينية العاملة فى مصر 32 شركة باستثمارات مشتركة مصرية صينيه بلغت 140 مليون دولار مشيرا الى ان هذه الشركات تعمل فى مختلف ميادين البنية التحتية والغذاء والمنسوجات والملابس والسلك الكهربائى ومنتجات البلاستيك.

ومن جانبه قال وو سيكيه سفير الصين لدى مصر ان الوفد قام بزيارة المنطقة الاقتصادية بالسويس وانه على قناعة بأن هذه الزيارة ستساهم فى تعميق تعرف الشركات الصينية على السياسات والبيئة الاستثمارية المصرية وتعزيز الفهم والصداقة بين شركات البلدين لايجاد مزيد من فرص التعاون.

واضاف ان الصين شهدت تطورا اقتصاديا سريعا وحققت انجازات ملحوظة لرفع مستوى تكنولوجيا الانتاج لذا فان التعاون بين مصر والصين يبشر بآفاق رحبة فى المجال الاقتصادى والتجارى.

واشار الى تجاوز حجم التبادل التجارى بينهما لاول مرة حاجز المليار دولار امريكى عام 2003 بزيادة نسبتها 14.4 فى المائة عن العام الماضى بما فيه زيادة الصادرات المصرية الىالصين بنسبة 66.4 فى المائة وزاد حجم التبادل التجارى فى الفترة من يناير الى ابريل الماضى على 400 مليون دولار بزيادة 30 فى المائة بما فيه زيادة الصادرات المصرية الى الصين بنسبة 113 فى المائة.

واوضح ان المنطقة الاقتصادية بشمال غربى السويس احرزت تقدما ملموسا بفضل الجهود الدوبة من خلال السنوات الطويلة الماضية حيث تم انجاز بعض مبانى المعامل القياسية لقطعة الارض رقم 3 التى يشارك الجانب الصينى فى تنميتها لاقامة المشروعات عليها وقد تمت اجراءات تسجيل مشروعين منها مشروع الورد الابيض الصينى لانتاج الملابس.

وقد وصل الوفد الصينى الذى يضم اكثر من 60 قائدا او مسئولا يمثلون 25 شركة كبرى فى الصين، الى القاهرة الاحد الماضى حيث قام اعضاء الوفد بزيارة للمنطقة الاقتصادية الخاصة الواقعة بشمال غربى خليج السويس وتبادلوا اليوم مع رجال الاعمال المصريين البحث عن فرص للتعاون والاستثمار فى مصر. وسيغادر الوفد القاهرة غدا الاربعاء عائدا الى الصين.

/ نهاية الخبر /